فرق الدوري الأردني تخشى المنافسة على اللقب بسبب الديون
ربما كان التصريح الشهير لرئيس نادي شباب الأردن، سليم خير، عندما توّج فريقه بلقب دوري المحترفين موسم (2012-2013)، بأن ضريبة التتويج بهذا اللقب، كانت الغرق في الديون، معبرا عن الأزمات التي شهدتها الفرق الأبطال.
فمن يحصد لقب الدوري الأردني لكرة القدم، لا يربح "المليون"، وإنما يحصد مزيدا من "الديون"، وهذه هي الحقيقة الراسخة التي يعيشها كل من يتوج بلقب البطولة الأكبر من بين المسابقات المحلية.
ومنذ تلك اللحظة، ابتعد فريق شباب الأردن، عن منصة تتويج لقب الدوري، واكتفى ببناء فريق للمستقبل، والاستثمار في لاعبيه من خلال إعارتهم وبيعهم، والبحث عن مراكز مرموقة في جدول المسابقة.
الوحدات يشرب من ذات الكأس
نجح الوحدات في الموسم المنقضي، في استعادة لقب دوري المحترفين، لكن استرداد البطولة كلفه أموالاً طائلة، زادت من حجم الديون المالية المتراكمة التي يعاني منها النادي.
واستقطب الوحدات في الموسم الماضي، أبرز نجوم الكرة الأردنية بهدف استرداد اللقب الأغلى، لينفق الكثير من أجل حصد لقب بطولة جائزة بطلها تبلغ فقط (120) ألف دينار أردني.
وبالنظر إلى تعاقدات الوحدات في الموسم الماضي، سنجد على سبيل المثال لا الحصر، أن قيمة تعاقده مع المهاجم حمزة الدردور، والمحترف السوري فهد اليوسف، فاقت الـ "120" ألف دينار أردني، ما يعني أن سعر لاعبين اثنين فقط يضاهي جائزة كبرى البطولات المحلية.
ويساهم ارتفاع أسعار اللاعبين مقارنة مع محدودية جائزة البطل، في خلق إشكالية مالية للفرق الطامحة إلى المنافسة على لقب الدوري، مما يتوجب على الاتحاد الأردني لكرة القدم، إعادة النظر في قيمة الجوائز المالية التي يمنحها للأبطال الذين يظفرون ببطولاته.
مخاوف
المنطق يقول إن الفرق تنافس على ألقاب البطولات، بحثا عن كتابة تاريخ جديد، وإنعاش صناديها الخاوية بالأموال، من خلال حصد الجوائز المالية، لكن هذا المنطق يبدو غائبا عن منظومة كرة القدم الأردنية.
الاتحاد الأردني ينعم بالميزانية الأكبر، مقارنة مع ما يتم تقديمه للألعاب الأخرى، وهو يستحوذ على الكم الأكبر من الشركات الداعمة، لذلك سيكون مطالبا بإعادة النظر في قيمة الجوائز التي تمنح للأبطال، وبالصورة التي تعزز الدافع أمام الفرق للمنافسة على ألقابه، لا العكس.
التناقض الظاهر في هذه المعادلة، سرب المخاوف لدى الفرق التي لا ترضى بغير الألقاب بديلا، وقد يبدد طموحاتها مع مضي الوقت، من خلال تجنب المنافسة في كل موسم على لقب الدوري، الأمر الذي سيؤثر سلبا على المستوى الفني للبطولة الأكبر والأهم.